كيف تحدث عملية دفع الطيار خارج طائرته النفاثة المنكوبة؟

 

كيف تحدث عملية دفع الطيار خارج طائرته النفاثة المنكوبة؟

 

عندما تسوء الأمور في الطائرات النفاثة العسكرية فإن الطيار يلجأ إلى الحل الوحيد ألا و هو المعدات التي يجلس عليها فمقعد الطائرة لا يمكن أن يفشل أبداٌ.

إن مقعد الطيار الإنقذافي (مقعد النجاة) (ejection seat) الذي يتكون من 3500 قطعة (جزء) هو عبارة عن قطعة تكنولوجية رائعة لا تعمل على قذف الطيار خارج الطائرة المعطوبة فقط بل تضمن نجاته أيضاً ، فإذا قذف الطيار نفسه فوق 16400 قدم حيث شح الأكسجين فإن المستشعرات الموجودة في مقعد النجاة (المقعد الإنقذافي) تعمل على سقوط المقعد بشكل حر حتى يصل إلى الهواء الذي يستطيع فييه الطيار أن يتنفس دون صعوبات بأسرع وقت ممكن ، ثم يقوم المقعد بفتح المظلة.

و تتحكم شركة مارتين بيكر البريطانية وشريكتها الفرنسية سارفان مارتين بيكر في 56% من سوق مقاعد النجاة (المقاعد الإنقذافية) . حيث تستخدم مقاعدهم الانقذافية في في القوات الجوية ل 93 دولة منها المقاتلة F-35 الأمريكية و طائرة رافائيل الفرنسية و العديد من الطائرات الأوربية و تعتبر الشركة الأميريكية كولنز للصناعات الجوية Collins Aerospace من الشركات الرائدة في صناعة المقاعد الإنقذافية والشركة الروسية NPP Zvezda and AO و قد اقرت جميع الشركات أن مقاعد النجاة (المقاعد الإنقذافية) قد ساعدت في الحفاظ على 12000 إلى 13000 من الأشخاص منذ عام 1940م .    

 

متسلسلة من المواد المتفجرة المعقدة

عندما يسحب الطيار الحلقة ذات اللونين الأسود و الأصفر المتواجدة في المقعد بالقرب من مستوي ركبتيه فإنه يعمل على بدء سلسلة من التفاعلات المذهلة التي تكون بمثابة شرارة البدأ لثلاثة إنفجارات سريعة جداً و متعاقبة (متتابعة).

وقد صممت مقاعد النجاة التي أنتجت قبل 30 عام بحيث يحدث فيها إنفجاراً بلاستيكياً واحداً مع العلم أن  القوة الناتجة عن تحطم الطائرة تكون 20 ضعف قوة الجاذبية على سطح الارض (و هذه قوة تفوق قدرة جسم الإنسان على التحمل) و في هذه الأيام الطيار المقذوف بمقعد النجاة (المقعد الإنقذافي) يعاني فقط من 18 ضعف من قوة الجاذبية و لكنها مازالت قوة كبيرة من الممكن أن تتسب في فقدانه للوعي في حال استمرارها. (يعمل الطيارين مناورات تدريب من خلال قيادة المقاتلات على نطاقات تزداد فيها قوة الجاذبية).

عند سحب الذراع فإن مدفع الدفع يعمل لمدة 0.2 ثانية و تبدأ عملية الدفع بسرعة من 50 إلى 55 قدم في الثانية و تتحطم المظلة الزجاجية للمقاتلة بشكل تلقائي أثناء الإنفجار أو تتحطم بمساعدة المقعد الإنقذافي (مقعد النجاة) أثناء اندفاعه و هذا يختلف من مقاتلة إلى أخرى  على حسب تصميم  المقاتلة.

يشتعل محرك الصاروخ لمدة 0.2 ثانية بقوة دفع تبلغ 5000 باوند ثم تشتعل الصواريخ المتواجدة على جوانب المقعد لمدة 0.5 ثانية و بقوة دفع تبلغ 584 باوند ( تكون الصواريخ مثبتة على كلا من الجانبين الأيمن و الأيسر لكراسي طاقم الطائرة المقاتلة الذي يتكون من شحصين). و يتم التأكيد على أن يتحرك المقعدين في اتجاهات مختلفة مع قذف المقعد الذي بالخلف أولاً كي لا يصاب الشخص الموجود في المقعد الخلفي  باللهب الناتج عن المقعد الأمامي في خروجه أولاً.

و تعمل الأحزمة المربوطة جيداُ و المثبتة للطيار و أكسجين الطوارئ و المظلة المرساة drogue parachute المثبتة على ظهر المقعد و الألواح التي تبلغ طولها 16 إنش و عرضها 8 إنش على جوانب المقعد على ثبات المقعد الأنقذافي (مقعد النجاة) و هذا كله يحدث في 1.35 ثانية!

و يحتوي الصندوق الموجود أعلى المقعد على المظلة الرئيسة التي تفتح و تسقط المظلة المرساة و يحتوي المقعد على علبة الاسعافات الأولية تحت الطيار و يحتوي المقعد أيضا على عوامة تكون في المقعد أسفل الطيار بحيث يتم ملئها بالماء عند وقوع مقعد النجاة في الماء و يلزم لملئ العوامة بالهواء 5.5 ثواني بعد سحب الذراع المخصص لذلك بالإضافة لهذه الخواص فإن مقعد النجاة MK16 المصمم خصيصاً من أجل المقاتلات F35 يحتوي أيضاً على ثلات أجزاء من نظام الوسادات الهوائية المعروف بإسم جهاز حماية العنق (NPD) و قد صرح ستيف روبرت مدير التطوير في شركة مارتين باكر بأن الخوذة الجديدة التي يرتديها طيار المقاتلة F35 أثقل من الخوذة القديمة و أن مركز الثقل فيها يإتجاه مركز الرأس و هذا يزيد من خطر إصابة العنق أثناء قذف مقعد النجاة (المقعد الانقذافي) و هنا تكمن أهمية الوسادات الهوائية الثلاث حيث تتواجد واحدة على اليمين و واحدة على اليسار و الثالثة خلف عنق الطيار للحفاظ علية من أي ضرر يلحق بالعنق أثناء اندفاع مقعد النجاة (المقعد الإنقذافي).

بالتأكيد الإندفاع بالمقعد الإنقذافي (مقعد النجاة) خارج طائرة نفاثة معطوبة (مقاتلة معطوبة) تسير بسرعة 700 ميل في الساعة على ارتفاع 65000 قدم عملية عنيفة و خطيرة جداً حيث يقذف الطيار خارج طائرته و يهبط بالمقعد ككتلة واحدة وهذه العملية من الممكن أن تتسب في كسر ساقيه و لكن بفضل التقدم التكنولوجي فإن الخسائر في الأرواح أصبحت منخفضة بشكل واضح.